يا ليتني كنت أحد الطلاب.
في الصفوف التي فيها العجاب.
و أشرب بكل سرور صباحا العذاب.
بمراقبة و مشاهدة أحلى الأعناب.
أفخر أمام كل الأصحاب.
مرفوع الرأس أمام القراب.
و شامخ الهامة أمام الأنساب.
لأن مكانتها.
عاليا فوق السحاب.
أدوخ.
أدوخ بالتفكير و لا أريد جواب.
لأني أخيرا وجدتها ما بين الشعاب.
و نزل على قلبي الحب كالشراب.
و عرفت.
فرق حب الحياة و عبث الذئاب.
و كيف؟
تكون حادا صارما ثلم الضراب.
ومتى؟
تكون هادئا و شرسا مع الكلاب.
فتخيلوا.
فتخيلوا أني لا أعرف الأسباب.
ممكن لأني شربت إخلاص الأعراب.
أو.
لأن حبي ليس مثل كل الأحباب.
و من أجلها.
مستعد لنحر كل الرقاب.
يا رب السماء.
رافعا لك يدي و بكل رجاء.
هذا دعاء فقط للحسناء.
أن تبعد عنها أي بلاء.
وابقي البسمة مرسومة على الشفاء.
و نور طريقها بعيدا عن الظلماء.
و أن تصل إلى ربوع العلياء.
و ابكني أنا.
وابكني أنا و ابعد عنها البكاء.
لأنها تستحق الرثاء.
نعم تستحق الرثاء.
هي الرابحة بكل استفتاء.
لأنها جميلة و رقيقة كالماء.
و هي التي كسرت أقلام الفقهاء.
لأنها حادة قوية الذكاء.
و رغم كل هذا.
هي ما بين كل الأشواك كالزهراء.
تستحق بكل حسن فداء.
و بحياتها الأموات هم أحياء.
فاشهدي.
يا أيتها الأرض الخضراء.
و أيتها السماء الزرقاء.
وأنت.
يا مرقد و بحيرة الضعفاء.
و برب كل الأنبياء.
وأصحاب الحكمة و الأولياء.
و برغم الداء.
و بعيدا عن كل الأعداء.
و أمام كل الشرفاء.
و بأني صقر السماء.
أتعهد بالوفاء.
إلى يوم الفناء.
لتكلك العيون البراء.